الاثنين، 29 نوفمبر 2010

إينشتاين والنسبية


قرأت مقولة لإينشتاين يرى فيها أن "الخيال أهم من المعرفة".
توقفت عند مقولته هذه وأنا أعقد مقارنة في رأسي بين الخيال والمعرفة، وتساءلت أليس الخيال معرفة ايضا؟ ألا يمنح الخيال صاحبه طوفانا في مدن ربما لا يستطيع ان يختبرها في المعاش؟
الخيال معرفة تستطيع ان تلمّ، والخيال يغني صاحبه ويمنحه معارف جديدة، لكن ألا يختبر كل منا في خياله معرفته أيضا؟
المعرفة أيضا تبني المخيلة وتأخذها إلى مناطق جديدة لتختبرها، وبالمعرفة تزداد المخيلة خصبا وتنمو مترعة بعلومها.
نحن نجتاز الأماكن لا بمخيلاتنا فقط بل بمعارفنا ايضا.. نجوزها ونحن نستلهم معرفتنا لتأخذنا إلى ضفاف جديدة وأراض ربما لم يطأها انسان.. نصنع علما يفوق العلم، ونختبر معرفة جديدة لكننا ابدا لن نستطيع ان نبني هذه المخيلة إلا على المعرفة مهما تضاءلت.
لكن إينشتاين الذي يقول ايضا: "إذا لم يوافق الواقع النظرية.. غيّر الواقع" يستفز نظريته ويعلن جنوحه الخالص نحو الخيال ويؤهله ليكون في موقع أعلى من المعرفة.
العلماء أيضا يدركون أيضا أن من صنع نجاحاتهم كان الخيال، ويعرفون تماما أن كل ما أنجز على أيديهم كان سبقا في مخيلاتهم، وأن المخيلة تستطيع ان تبدع ولكنها كما كل شيئ في الوجود تستدل على ذاتها بالمعرفة وعلومها.
العالِم يزرع مخيلته باكتشافاته، والكاتب يصنعها بكلماته والرسام بألوانه والسينمائي بأبطاله وهم يتحركون على الشاشة أمامه.
لكل منا وسيلته في بناء خياله.. وكلما ازدادت المعرفة ازدادت خصوبة الخيال وراح يبدع في اكتشافات جديدة.
مجددا استعيد اينشتاين الذي يقول أن "أجمل احساس هو الغموض.. أنه مصدر الفن والعلوم"، اينشتاين الذي يعيش في نسبيته يعلن مرارا أن الغموض هو المفتاح وأن لا فن من غير مفتاح، وان العلم باب مفتاحه في يد الغموض.. ألا يجوب الخيال مناطق الغموض.. إذن يمتلك الخيال مفتاح الغموض.. يمتلك أسراره ولهذا يفتح بإلهام أبواب الفن والعلم..
إينشتاين أيضا يقول: "ضع يدك على صفيح ساخن لمدة دقيقة وستشعر أنها ساعة.. أجلس مع محبوبتك لمدة ساعة وستشعر أنها دقيقة.... هذه هي النسبية"..
هل لاحظتم كيف تكون الأوقات الحزينة طويلة.. فيما تمرّ الأوقات السعيدة كالدقيقة...؟! يقول إينشتاين هذه هي النسبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق